أ.طلال علي العنزي*
إن العادات الحميدة هي ما يبني المجتمعات، فمتى كان المجتمع ذو أخلاق وعادات حميدة أزدهر وبان، ومتى كان المجتمع ذو أخلاق ذميمة انحسر وخاب، ومجتمعنا السعودي غني بتلك العادات الحميدة ولله الحمد.
ومن هذه العادات فعل ما فعله عقلاء الغضوري لصديقه "الدلبحي"، والثي حدثت له ظروف صعبة أجبرته على بيع منزله الذي يسكنه وكل ما يملك، وعندما علم بذلك صديقه عقلاء الغضوري، أصر أن ينتقل معه لمحافظة الغزالة بمنطقة حائل، تفاجأ "الدلبحي" أن "الغضوري" قد أخلا منزله من أسرته لكي يعيش صديقه وأسرته فيه.
هذا العمل النبيل من الكريم عقلاء الغضوري يذكرنا بقصص السَلَف الذي دخلوا التاريخ والتي ما زلنا نتداول قصصهم في مجالسنا، وهذا هو مجتمعنا السعودي، شعب المملكة الذي تربى على العادات الحميدة وسيرة نبينا محمد ﷺ، ولا تُستغرب مثل هذه الأفعال فالكرم متأصلٌ في المجتمع السعودي منذ الأزل، وكما قال نبينا محمد ﷺ في حديث أبي هريرة: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها
على الناس طراً إنها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ
ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَب
*كاتب رأي